صبري الحيقي Sabri Al-Haiki 

صبري الحيقي Sabri Al-Haiki 

مدخل الصفحات

إشارات

إشارات لبعض النقاد والفنانين التشكيليين عن صبري الحيقي


أ.د. عبد العزيز المقالح
"...هكذا هو صبري متميز في شعره وفي لوحاته... التي تجمع بين العمق والبساطة ، بين هدوء الألوان وشاعرية التناول ، بيوت ترقص في الفضاء وتطل نوافذها من بين السحب وأشكال تندغم مع موسيقى القصيدة والألوان في نسيج عذب وجديد .."
صحيفة الثورة 4\1\1994م.
 
أ.د. عبد العزيز المقالح
"يدهشني صبري في لوحاته البديعة بنفس القدر الذي كان يدهشني بقصائده، نفس الشعور .. نفس القدرة على التقاط الرائع والمدهش من الواقع والمتخيل ... والفنان المتميز هو ذلك الذي يدرك العلاقة الحميمة بين الشعر وبين الحياة والفن... وقد نجح صبري في تجسيد هذا التلاحم "
صحيفة الوحدة ، العدد (289) 3\4\1996
 
الأستاذ /خالد الرويشان:
" قطرة فنية غامضة وغريبة ، بحث عن الجديد الآسر، ولأن الحياة نفسها غامضة، وحزينة ، كان لابد أن يكون الفنان المتميز غامضا، حزينا ، وحده – صبري- تستطيع أن تميز ريشته الخافقة، وشحوب ابتسامته الملونة المعجونة بالصمت والغربة والحزن ، شاعر وفنان رائع . "
صحيفة الوحدة ، العدد (289) 3\4\1996
الفنان التشكيلي / فيصل حميد سيف
       الفنان صبري الحيقي المبدع الذي تميز وخرج بأسلوبه الجديد والخاص ، من تقنية حديثة ومبسطة وتكوينات تعطي المشاهد النفس العميق والانتقال من عالم إلى عالم جديد ، مما يدل على مهارات الفنان والروح النقية التي تعالج قضايا المجتمع .
صحيفة الوحدة ، العدد (289) 3\4\1996
الفنان التشكيلي / مظهر نزار
تابعتُ أعمال صبري منذ سنوات ... ما يجعله متميزا عن الآخرين، أسلوبه المختلف ... أعماله كأنها من عالم آخر.. تقنيته.. أشكال أسلوبه ... وسائله.. كل ذلك يجعل أعماله تبقى في الذاكرة.
YEMEN TIMES (October 27th thru Nov. 2nd, 1997)
د. حاتم الصكر
الصديق الفنان"صبري الحيقي" متعدد المواهب والاهتمامات ،... بحثه الدائم عن(لغة) تشكيلية ورؤى أسلوبية جديدة ترفد الحركة الفنية اليمنية والعربية بروافد تساير حداثة هذا الفن من جهة وتأصله بيئيا وتراثيا.وهذا ما وجدته حقا في المعرض .
صحيفة الوحدة ، العدد (289) 3\4\1996
د. على جعفر العلاق
...الفنان "صبري الحيقي" تستفيد لوحاته من نقطة تماس جميلة بين الشعر والرسم، وتحاول استنطاق الفراغ والكتلة، وعناق الحرف واللون...
صحيفة الوحدة ، العدد (289) 3\4\1996
الفنان التشكيلي/د. عبد الجليل السروري:
الزميل الفنان صبري الحيقي متميز في أعماله وله طابعه الخاص...
صحيفة الوحدة ، العدد (289) 3\4\1996

الفنان التشكيلي/ فؤاد الفتيح
لقد تابعتُ تطور أعمال الفنان المرهف الحس " صبري الحيقي"... ووجدتُ فيه الفنان الصادق مع نفسه والجريء في تقديم أعماله، وأحب أن أقول وأكد هنا أن صبري من قلائل المبدعين الذين قدموا مجالا جديدا وخاصا ...
 صحيفة الوحدة ، العدد (289) 3\4\1996

لغة تشكيلية جديدة في معرض الفنان اليمني صبري الحيقي New Fine Language. In the  exhibition of artist: Sabri al - Haki

تنويعات في الطريق إلى المدينة
عادل السعيد: ناقد سوداني
نُشِرَت هذه الدراسة في :صحيفة الشرق الأوسط العدد6367بتاريخ 4\5\1996م.
و نُشِرَت أيضا في : الملحق الثقافي لصحيفة الثورة صنعاء ، بتاريخ 11\10\1996م.
أقيم أخيرا بصالة العروض بجامعة صنعاء المعرض الفردي الثاني للفنان صبري الحيقي، والذي أشتمل على ثلاثين عملا تشكيليا ، أتت في مجملها رسوما (جرافيك) رسمت بأقلام الحبر الشيني ، باستثناء لوحتين نفذتا بالألوان الزيتية . والمعرض في سياقه العام تكريس لمسعى الفنان "صبري" الرامي لامتلاك لغة تشكيلية تنأى عن كل ما هو مألوف ومعتادا ، وتتأصل بموجبها رؤيته ومرجعيته الخاصة ، بالقدر الذي يعطي لتجربته خصوصيتها وتميزها ، في واقع تشكيلي يعج بالكثير من الأساليب والتيارات .
       من خلال المعرضين الأول والثاني يبدو "صبري الحيقي" كفنان متعدد الاهتمامات الأدبية والفنية ، مهموما بالبحث عن مقومات لغة تشكيلية ، تتاح من خلالها قراءة منصفة للوحة ، وتكرس مصطلحات ومفاهيم فنية ونقدية تشكل الأسس التي يقوم عليها تناول الأعمال التشكيلية نقديا وتحليلها عبر تفكيك عناصر اللوحة الأساسية (التكوين ، الخط ، اللون ، الفكرة ) لأن النقد كما يرى "صبري " في أبسط مفاهيمه وأعمقها في ذات الوقت هو تحليل وتفسير وتقييم ، وأن الواقع التشكيلي العربي ظل يفتقر إلى الدراسات النقدية التي تفكر بلغة التشكيل والتجربة البصرية ، لأن القراءات النقدية الراهنة تدور بعيدا عن العمل التشكيلي وعناصره ومكوناته.
       تشكل المدينة اليمنية القديمة بمبانيها السامقة وملامحها المعمارية المتميزة التجلي الواضح في معالجات " صبري الحيقي" ، حيث نجده يقدم وبصورة مبتكرة ومتجددة تنويعات على فكرة رسم المدينة التي تتناثر مبانيها وبيوتها على قمم الجبال وأحيانا تستطيل كالسنة اللهب نحو الفضاء في حركة درامية راقصة يزيدها جمالا مناخ الألفة والانسجام الذي يلف فضاء اللوحة بصورة تجعلها تمور بالحركة والحياة ، ويتأكد ذلك من خلال الخطوط الرأسية القوية والمنسابة والإحساس بالكتلة والاحتشاد اللوني في أجمل مظاهره احتفالية وبهجة ، بالإضافة إلى التكوينات التي تحمل أكثر من دلالة وإيحاء .
       في المستوى الآخر من أعما المعرض يركز "صبري " على رسم تجريدات تنهض فيها الكتلة بالعبء الأكبر في التكوين وتحتل مركز اللوحة ، وتبدو هذه التجريدات والكتل وهي تضج بأفعال الحركة كأنها أجساد بشرية تجاهد للتحرر من قواقع وجحيم الواقع وتسعى لخرق وتمزيق أستار حصارها ، وتتضح قوة الكتلة ومرونتها من خلال اكتسائها بألوان الأزياء الشعبية وتعدد الخطوط وتعرجها ودرامية التكوين والأبعاد .
       في هذا المعرض يكشف " الحيقي" عن قدرات جديدة في رسم أنماط بعينها ومعاودة تكرار نفس الأفكار مع الاحتفاظ بخصوصية لونية ونفسية لكل عمل ، ففي معرضه الأول كانت اللوحة محكمة البناء والتكوين حتى لتبدو لنا مخنوقة أو بغير فضاء ، وذلك بسبب الحرص على توزيع الكتل والأشكال على المساحة بشكل متوازن ، في حين نجده في معرضه الثاني ينهج نهجا مغايرا تماما ، يبدو فيه أكثر ثقة وجرأة وتمكن من الوسائط والأدوات ، وقد تجلى ذلك في رسمه الأشكال والتكوينات معلقة في فضاء اللوحة سابحة في الأفق على خلفيات بيضاء ، دون كبير اهتمام بمسالة توزيع الكتل بشكل متوازن ، وفي ذلك مغايرة واعية لمفهوم جمالي تقليدي يفترض وجود الكتل والأشكال الأثقل في أسفل اللوحة ، مما أكسب أعماله دلالات موضوعية نجدها تحكم الكثير من معالجاته الأخرى .
       وتكمن فرادة تجربة "صبري الحيقي" في تقنيته التي لا خلاف حول خصوصيتها ، هذه التقنية العالية تكشف عنها التكوينات المجسدة بخطوط متراصة بصورة دقيقة ومحسوبة ، تشكل حقولا هندسية فيها الكثير من الرقة والعذوبة ، لا يكتسب فيها الشكل دلالته إلا في سياق علاقته بالأشكال الأخرى والإيحاء العام والاحتشاد اللوني الزخرفي، كما تتضح قوة هذه التقنية في إضفاء الخصوصية النفسية والمزاجية للخطوط من الحدة والانكسارات التي تعكس أجواء التوتر والقلق ، إلى الانسيابية المعبرة عن الشاعرية ، ومن الأفقية التي تعبر عن الرسوخ والاطمئنان إلى الرأسية العاكسة لروح القوة والصمود والشموخ ، وإن كانت الخطوط العمودية هي السمة الغالبة على تكويناته فتلك مسألة يفرضها المزاج أو الحس، وأحيانا الترديد لخلق توازن ما في المساحة والفضاء .
        على مستوى الفكرة يعتمد هذا الفنان المنظور الذي يستدعي الوقوف والتأمل ويحمل أكثر من دلالة وإيحاء ، على النحو الذي يعطي قراءات لا متناهية للعمل ، بحسب خلفية المتلقي وزاوية النظر للوحة ، وهذه الخاصية تفترض على مستوى المعالجة تركيزا على خصوصية كل معالجة ، بإبراز الوحدة الموضوعية بين الخلفية والتكوين ، وتوظيف شفافية الألوان وعمقها حتى تبدو الكتل متحررة عن الخلفية ، دون أن يفقد التكوين اتساقه وتوازن عناصره، وإن بدا الشكل غير متحرر من الخلفية أحيانا فذلك لدلالة وإيحاء مقصود يرمي لكشف تناقض أو تباين ما.
       في معاينته للإرث التاريخي يركز الحيقي في بعض أعماله على توظيف الحروف العربية والكتابات الحميرية "الخط المُسند" أحيانا لقيمتها التشكيلية والجمالية كعنصر توازن ، وأحيانا لمضامينها النصوصية ودلالتها الروحية ، مركزا في هذه الأعمال على علاقة الخلفية بالتكوين ، فتكوين الحرف يبدو مائلا نسبيا لكنه انسيابي بشكل محكم الدلالة ، مستفيدا في ذلك من دلالات الألوان بما يبعدها عن الدلالة الأحادية ويعطيها معاني مغايرة ويكسبها علاقات لونية أعمق .

المعرض الثالث للفنان صبري الحيقي

سناء عبد المطلب:  ناقدة وفنانة تشكيلية عراقية


الملحق الثقافي لصحيفة الثورة صنعاء ، بتاريخ 17\10\1997م.
سجل قفزة عريضة عن معرضه الثاني ..يقيم الفنان المبدع "صبري الحيقي" معرضه الثالث في المركز الثقافي بصنعاء .. ولا يمكن النظر إلى أعمال " صبري الحيقي دون العودة إلى انطلاقته الأولى ، على الأقل في بعض مراحلها ، فهي تحمل بين طياتها دائما نوعا من الشعر . سيكون بشكل من الأشكال المثل والمبدأ الأساسي في أعمال الفنان ، سواء عن طريق التلوين أو بواسطة إشارات المضمون .
       ويأتي التلوين عند الفنان " الحيقي" إيضاحا وإظهارا كافيين لتجربته " إعادة توافق طبقات اللون وتكرارها لصالح موضوعه الذي يعتبره "الحيقي" نقلا عن الواقع بإظهار شديد الخصوصية ، فتكون الطبيعة هي الفكرة والفكرة هي الطبيعة . ولأجل أن يقرب الفكرة أكثر إلى ذهنه نراه يحليها بما يؤكد علاقة الإنسان بها ، من بيوت وملامح تدل على أشكال ذات استعمالات آدمية ، كالعباءات والحروف العربية ، التي ترسم بمصاحبة تلك الخطوط اللونية وترتبط باللون الصريح وأطيافه ، دون اللجوء إلى تداخلها بالمغزى أو أداة المادة نفسها . وبسابق تصور يعمد إلى تطويع اللون ، وإحكام استعماله ، مرة، ومرتين ، وثلاث مرات ، وإلى نهاية الشكل وكأنها تأملات ذاتية . وأخيرا بإيجاد هذه البيئة المتعددة الطرح، والمرصوصة بألوان منفصلة . إنما يريد منها فكرة تسمق في جو بلا حدود ، حركتها حيثما يتاح لها .
الرمز والاستعارة :
       يرسم " الحيقي" ما يتعلق بالإنسان ، في وضع مجازي، وبفكرة صافية وبسيطة تكمن في الكل ، وليس في الجزء ؛ فحين يضع نساءً قادمات ، أو غاديات في شكله نرى الإيماء لهن يكون كرمز يشكل نفسه في كل الطبقات والخطوط اللونية ، كما هو في الشعر ، حيث تظهر استعارة ذات قوة معينة ، تعمل على انتاج انطباعات واضحة على جدران القصيدة .
اللون في اللوحة :
       في لوحاته التي أُرخت عام سبعة وتسعين، نرى قسما منها ينتمي إلى حداثة بالفكرة والأداء. وقسما يرتبط بقدر ما بالتقاليد الواقعية . فالفنان" صبري الحيقي" عندما يلون مشهدا يعد على مده بعفوية ، وبطول حر وعرض لا يزيد عن ثخن إصبع ، ثم يضع اللون الثاني.. وبهذه الطريقة إلى نهاية العمل . وقد يستند الخط العرضي بأخر طولي ليوحي لنا في ذاته أن ثمة أحجاما .. من دون أن يحددها ، أو يبرزها ، بل يعلن عنها بواسطة محيطها .
       الأكثر إثارة وابتداعا هي اللوحات التي وضع بها عباءات النسوة ولوَّنها بنفس الأسلوب السائد في باقي أجزاء اللوحة ، ولكن الجميل فيها هو أنها ضمن إيقاع اللون فقط تُقرأ وبسهولة ، على عكس البيوت المرسومة في لوحات"97" فهي كتل من لون الأرض يردد عليها شباك أو باب . ومدفوعة إلى حافة أو طرف الجبل بشكل قلق .
الحرف واللون :
       أجمل ما قدم " الحيقي" وضمن إنتاجه ، هي لوحاته المزينة بالحرف العربي ، وينتقل الفنان "الحيقي" بها بأسلوب أقرب إلى التصوف ؛ (آيات من القرآن الريم ، وبعض المقاطع من الشعر ) وبحرفية دقيقة ، يطوع "الحيقي" الحرف ليكون جزءا لا يتجزأ من سطح اللوحة ، والتشكيل بالخط العربي أسلوب قديم لدى الفنانين العرب والمسلمين بدءا بالفنان " يحي الواسطي" الذي يعتبر الرسام الأول بعد الإسلام ، وانتهاء بكل التجارب الحديثة ، ولكن يبقى لـ"الحيقي" نكهة خاصة به ، وهو يجيد إدخال القطع المختارة بين الألوان ، والفراغ لتبدو ليس أكثر اختلافا من صورة يرسم بها أغصان شجرة .
لوحة جميلة:
       من كل هذه الألوان الجميلة والشفافة ، وسواء أكانت أشكالا حرة أو مقصودة . يظل السؤال .. ماذا يريد الحيقي أن يقد ؟ أهي اللوحة الجميلة التي تسر الناظر ..!! أم هي الدعوة للإعراض عن قانون الطبيعة بابتكار أوضاع خيالية تلبي مكونات الجمال رسما وإيحاءا بالشعرية .

Sabri al-Haiki is a multidisciplinary artist whose work makes Sana’ani houses dance.

Sabri al-Haiki is a multidisciplinary artist whose work makes Sana’ani houses dance.

The texture he obtains in his paintings where houses hang from trees and where the old city of Sana’a ends up moving at the rhythm of an imaginary music, has made al-Haiki’s work distinct among artists in Yemen. He studied Criticism and Dramatic Literature in Kuwait and obtained his master’s in Dramatic Art from Egypt. He has worked as theatre manager, as a production manager of the cinema section in Sana’a, and has published poetry collections. As an artist, he has participated in several collective exhibitions in Europe and in the Middle East. His work is currently exposed in Sana’a, at the Samsarat al-Mansurah and at his web site http://www.sabriarts.com/.
YO: -You are a very multifaceted artist, how were your beginnings?
Sabri al-Haiki (SAH): -My beginnings were related to Arab calligraphy, which was a way to draw for me and not only mere calligraphy, mere words. When I grew up in my village near Tai’iz, I started to draw calligraphy following a friend of mine and then I started using “tin,” the material you use to build houses. Then I started playing the laud and after that I started to write poetry. At the beginning I did not trust my poetry very much and until friends of mine told me that I was good I did not take it too seriously. Then, at the same time that I started to grow up as a painter I continued writing and reading poetry, so both forms of artistic expression grew together. I took a break from poetry for a while and then everyone told me that I should go back so I did. I ended up publishing three books with my poetry and one theatre play (“Poetry in Anarchy Times,” “Abundance,” “Yemen Peuple de Sables” –a French collaboration- and a theatre play “Fortune-teller”).
YO: -Your work as an artist has been also intertwined with your work as a writer in art magazines, how was this experience?
SAH: -I studied criticism in drama which gave me a good background for pictorial art criticism and also for many years I worked on publications related to art. I wrote on newspapers about art and then I went back in the 1990s to my own drawings. In 1991 I was the first person to present his work here, in Sana’a, at a gallery. After this exhibition many people liked my work which gave me the strength to continue. Now I draw and write, but I also do research on what I specialized during my studies, that is dramatic art.
YO: -How do you see the state of drama and theatre in Sana’a?
SAH: -Well, is true that as a movement or as a group there is nothing similar to what we have in terms of painters. Although there are no theatre groups, people get together and try to come up with ideas and plays. Here in Sana’a there are very few plays and they take place on very special occasions because is not very popular. Theatre is note very well known in Yemen. Personally I try to contribute writing about it, researching about it and also I write short stories and plays.
YO: -Sometimes your way of painting seems to follow a surrealist line, especially when the houses you draw seem to melt and dance, how do you see it yourself?
SAH: -I do not see that much of surrealism but instead I think it reflects expressionism. I think in my work I follow this school of art, which is what you see in the houses I draw and that can be interpreted as surrealism. Is not that I reject surrealism but I feel more comfortable with expressionism. Perhaps you can say that I have a surrealist influence, why not, but I myself find my work closer to expressionism.
YO: -What are the things that inspire you the most for your work?
SAH: -All my work talks about different feelings, each piece of mine is or was provoked by a different feeling. Poetic images inspire me, images that I get to see when I read poetry. Also Yemeni architecture, the general environment here, the houses in the city and also in the rural areas. I like the way houses grow next to each other in the old city of Sana’a. Sometimes they seem to be dancing next to each other since there are no straight lines which makes them dance together, in a group. For instance, the buildings in Hadda street have strong lines, whereas in the old city the lines are soft, flexible, which makes me see the houses as almost dancing next to each other. The houses here are also rooted, as if they were trees, which sometimes is also reflected in my paintings.
YO: -Are these images also present in your poetry?
SAH: -Not exactly. My poetry work is influenced by the soul, by feelings that are rather different from the ones inspiring my paintings. My poetry reflects feelings and my paintings reflect what I see, where I live. Of course my painting is influenced by my feelings but it comes from a different place. The meaning in both cases is different.
YO: -You lived in Kuwait, in Egypt, you have a Kenyan background as well, how do you see art throughout all these contexts?
SAH: -Egypt was the last country where I lived before coming back to Yemen. I lived there for six years and I came to Sana’a only two years ago. Of course Egypt is the number one place for art in the Middle East: there are so many exhibitions, galleries, art market, artists, etc that make the art movement there something very big. Then, I would put Kuwait and for what regards Yemen, well, is not even in the picture. Art here is literally like trying to make something grow out of a rock.
YO: -How do you see the evolution of the situation of art in Yemen?
SAH: -Is not good or bad, simply we need to keep on walking, take step by step. The period that goes from 1990 to 2000 was very good, but after that it started to be very difficult for the artistic movement. We started to have less and less foreigners coming to Yemen and art suffered from that. The lack of tourism after 1998 due to terrorist attacks deeply affected artists. Then, in 2004 the situation was exceptional because Sana’a was “Cultural Capital” that year, which temporally improved the situation. That was the only exception and it was something official that came from the governmental level. Now the movement is cold.
YO: -What are your future projects?
SAH: -I have too many: in design, art, research, writing... The problem is the situation in Yemen, which kills any project. This is the real problem: the lack of a better future for art in general which kills all projects or dreams.

Al-Haiki's 3rd Exhibition:

news paper (Yemen times)
Technique, Change and Environment
Sabri Abdulkareem Al-Haiki is an aspiring Yemeni painter. With a B.A. degree in drama criticism from Kuwait University, Sabri, 36, is one of a new breed of Yemeni intellectuals who will help shape the future of this country. He also holds a high diploma in general management. He works in the Ministry of Culture and Tourism and a member of the Modern Art Group in the National Arts Center.
Sabri Al-Haiki displayed his work in;
1. January, 1994 1st solo exhibition in Dammon Gallery, Sanaa;
2. March, 1996 2nd solo exhibition in Sana'a University; and
3. October, 1997 3rd solo exhibition in the Cultural Center, Sanaa.
He wrote drama and poetry collections, some of which were translated into Italian and French. He is a member of the consultative board of the "Culture" magazine. His third exhibition included 45 modern art paintings.
These paintings were inspired by the Yemeni environment, heritage, poetry and popular dress. They express the urban and rural Yemeni architecture.
"It is a whole language for expressing myself. Every color has a psychological environment and different values. For example, white color bears the meaning of sadness - the shroud - as well as purity and happiness - the wedding dress. Yellow, on the other hand, means death - the withering of leaves," said Sabri of his choice of color.
As far as his artistic style is concerned, Sabri explained, "I don't draw in the realist style but I portray reality as a poetic picture which can have more than one meaning. At this stage, the art and its use come to transcend the actual historical meaning to the artistic meaning in more than one way."
Of Sabri's, the Yemeni artist and critic Madhar Nizar said, "he is distinguished in his style and his work seems as if it comes from another. His technique and his letters are etched in our memory."
Many of the colors used and lines are arranged in gradual earth like tones giving the observer the impression of surreal landscapes. Others are more futuristic in their approach showing representations of mans urbanization in Yemen.
Issue 43 (October 27th thru Nov. 2nd, 1997), Vol.VII(Yemen times)

Painter, poet and musician:Sabri al-Haiki speaks VIII

 

 


Posted in: Reports
Written By: Anahi Alviso-Marino
Article Date: Nov 15, 2008 - 2:41:54 AM

 

 

Sabri al-Haiki is a multidisciplinary artist whose work makes Sana’ani houses dance. The texture he obtains in his paintings where houses hang from trees and where the old city of Sana’a ends up moving at the rhythm of an imaginary music, has made al-Haiki’s work distinct among artists in Yemen. He studied Criticism and Dramatic Literature in Kuwait and obtained his master’s in Dramatic Art from Egypt. He has worked as theatre manager, as a production manager of the cinema section in Sana’a, and has published poetry collections. As an artist, he has participated in several collective exhibitions in Europe and in the Middle East. His work is currently exposed in Sana’a, at the Samsarat al-Mansurah and at his web site


?YO: -You are a very multifaceted artist, how were your beginnings
Sabri al-Haiki (SAH): -My beginnings were related to Arab calligraphy, which was a way to draw for me and not only mere calligraphy, mere words. When I grew up in my village near Tai’iz, I started to draw calligraphy following a friend of mine and then I started using “tin,” the material you use to build houses. Then I started playing the laud and after that I started to write poetry. At the beginning I did not trust my poetry very much and until friends of mine told me that I was good I did not take it too seriously. Then, at the same time that I started to grow up as a painter I continued writing and reading poetry, so both forms of artistic expression grew together. I took a break from poetry for a while and then everyone told me that I should go back so I did. I ended up publishing three books with my poetry and one theatre play (“Poetry in Anarchy Times,” “Abundance,” “Yemen Peuple de Sables” –a French collaboration- and a theatre play “Fortune-teller”). 

YO: -Your work as an artist has been also intertwined with your work as a writer in art magazines, how was ???this experience

 
SAH: -I studied criticism in drama which gave me a good background for pictorial art criticism and also for many years I worked on publications related to art. I wrote on newspapers about art and then I went back in the 1990s to my own drawings. In 1991 I was the first person to present his work here, in Sana’a, at a gallery. After this exhibition many people liked my work which gave me the strength to continue. Now I draw and write, but I also do research on what I specialized during my studies, that is dramatic art.  

 

?YO: -How do you see the state of drama and theatre in Sana’a 
SAH: -Well, is true that as a movement or as a group there is nothing similar to what we have in terms of painters. Although there are no theatre groups, people get together and try to come up with ideas and plays. Here in Sana’a there are very few plays and they take place on very special occasions because is not very popular. Theatre is note very well known in Yemen. Personally I try to contribute writing about it, researching about it and also I write short stories and plays. 

YO: -Sometimes your way of painting seems to follow a surrealist line, especially when the houses you draw seem to melt and dance, how do you ?see it yourself
 

SAH: -I do not see that much of surrealism but instead I think it reflects expressionism. I think in my work I follow this school of art, which is what you see in the houses I draw and that can be interpreted as surrealism. Is not that I reject surrealism but I feel more comfortable with expressionism. Perhaps you can say that I have a surrealist influence, why not, but I myself find my work closer to expressionism. 

?YO: -What are the things that inspire you the most for your work


SAH: -All my work talks about different feelings, each piece of mine is or was provoked by a different feeling. Poetic images inspire me, images that I get to see when I read poetry. Also Yemeni architecture, the general environment here, the houses in the city and also in the rural areas. I like the way houses grow next to each other in the old city of Sana’a. Sometimes they seem to be dancing next to each other since there are no straight lines which makes them dance together, in a group. For instance, the buildings in Hadda street have strong lines, whereas in the old city the lines are soft, flexible, which makes me see the houses as almost dancing next to each other. The houses here are also rooted, as if they were trees, which sometimes is also reflected in my paintings. 

?YO: -Are these images also present in your poetry
 

SAH: -Not exactly. My poetry work is influenced by the soul, by feelings that are rather different from the ones inspiring my paintings. My poetry reflects feelings and my paintings reflect what I see, where I live. Of course my painting is influenced by my feelings but it comes from a different place. The meaning in both cases is different. 

 

YO: -You lived in Kuwait, in Egypt, you have a Kenyan background as well, how do you see art throughout all  ?these contexts  
SAH: -Egypt was the last country where I lived before coming back to Yemen. I lived there for six years and I came to Sana’a only two years ago. Of course Egypt is the number one place for art in the Middle East: there are so many exhibitions, galleries, art market, artists, etc that make the art movement there something very big. Then, I would put Kuwait and for what regards Yemen, well, is not even in the picture. Art here is literally like trying to make something grow out of a rock. 

?YO: -How do you see the evolution of the situation of art in Yemen  
SAH: -Is not good or bad, simply we need to keep on walking, take step by step. The period that goes from 1990 to 2000 was very good, but after that it started to be very difficult for the artistic movement. We started to have less and less foreigners coming to Yemen and art suffered from that. The lack of tourism after 1998 due to terrorist attacks deeply affected artists. Then, in 2004 the situation was exceptional because Sana’a was “Cultural Capital” that year, which temporally improved the situation. That was the only exception and it was something official that came from the governmental level. Now the movement is cold. 

?YO: -What are your future projects
SAH: -I have too many: in design, art, research, writing... The problem is the situation in Yemen, which kills any project. This is the real problem: the lack of a better future for art in general which kills all projects or dreams.

 

قراءة خائفة في فن الصورة

             


(على هامش المعرض التشكيلي الثالث للفنان صبري الحيقي)

الشاعر /عبد الوكيل السروري

 

 

الملحق الثقافي لصحيفة الثورة صنعاء ، بتاريخ 24\10\1997م.

مابين الواقع والخيال حيز لا يخضع للزمان أو المكان ، بمعنى أنه  خارج المألوف ليس بقدرة العادي  إدراكه ، أي أنه مساحة  خاصة بالمبدع  ، وحدة يتمثلها  ويعيد صياغتها  ، وليس كل  من طرق  أو يطرق  باب الفن  يكون  قد اكتسب هذه الخاصية . فالحقيقة  أن هناك القليل  والنادر جدا  ممن يمتلكون هذه الحاسة الشيطانية  غير المرئية ، وكما ندرك  أن التجربة الفنية  تجربة  واسعة  تشمل في إطارها  تجارب  متعددة  كالشعر ، القصة ،المسرح، الرواية، التشكيل...إلخ.

       ونحن  لا نزعم  أن دراستنا  هنا منهجية  محضة، وإنما هي مجرد استقراءات، وانطباعات عن فن التشكيل عند الشاعر الفنان "صبري الحيقي" ، وعندما نتطرق لهذا الفن، يلزمنا  بالفعل أدوات قراءته ، كالمعرفة التاريخية لنشأته  وتطوره ومدارسه، إذا أنه  مر  بمراحل تطور متعددة ، فهو نتاج  حضارات ومراحل تاريخية متعاقبة ، له طفولته المتعثرة شأنه في ذلك شأن     الفنون الأخرى ، وكما قلت سابقا إنني لست بصدد الدراسة  المنهجية، وإنما عملي هذا هو  مجرد قراءة قائمة على التذوق الجمالي للوحات الفنان "صبري الحيقي"  الذي على ما يبدو متأثرا بشكل أو بآخر  بمدارس الفن الحديثة ، هذه المدارس  التي  ترى بأن  ماهية العمل الفني  هي الحياة وهدفها  الإنسان  بمحيطه -  أي إن الحياة – بنظرها -   مفتوحة على الأبدية ، والفنان  وحده  بقلبه وحواسه يندفع  باتجاه العمق ليعيد صياغتها  من  جديد فيخرج بمولود فني  لا يشابه في الواقع ، وإنما  تكون ماهيته  موجودة  بصورة  متناثرة ، تتدخل ريشة الفنان  على هذا الأساس بحيث تكون أداة لإرادة  حرة  قادرة على  أن تجعل الأشياء تراه بحسب تعبير" كليه"klee  وجعل مفاهيم المدارس الفنية  الحديثة  جاءت ثورة تدميرية  ضد كل قوالب الطبيعيين  الذين  ظلوا ساكني الرؤى منكفئين تحت العشب والشجر غير  قادرين  على الغوص في أعماق  الأشياء ، ولذا كان نتاجهم  نسخة  من الشكلاني المألوف .

       والمتأمل في لوحات الفنان "صبري الحيقي" يدرك مدى  تفاعله مع الأشياء ووعيه بماهية الإبداع ، مما مكنه  من التعامل  مع اللغة  التعبيرية  لفن التشكيل  بذائقة فيها  من العمق الفلسفي  ما يكفي لإعماله الصيرورة والشمول.

أقول هذه الذائقة الشعرية  لدى هذا الفنان وإحساسه المرهف  في التعامل  مع الألوان  ، جعله يتميز  عن غيره  من التشكيليين اليمنيين ، رغم ما قيل  عنه من  تجربته القصيرة  في هذا المضمار ، ولكننا نراه  يكسر هذا الحاجز  ويتفوق على  أصحاب التجارب الطويلة ، فقد استخدم في عمله  الفني الحبر الشيني"الجرافيك"  ومزجه بألوانه الخاصة  به ، ويكاد  يكون الوحيد الذي يستحضر ألوانه بنجاح متميز، وهذه المسألة غاية في الصعوبة ، ليس كل فنان  قادرا على ذلك. إذ أن  اللون هو لغة اللوحة  وكلما استخدمت اللغة بصورة تركيبية جميلة  جاءت اللوحة جميلة ، وكما هو معروف  أن اللون  مفردة  لغوية  تكون  لها دلالة معينة في حالة الإفراد ،  وتكتسب دلالات أخرى في سياقها التراكيبي ، ومعنى ذلك  أن الألوان لغة شفافة لا يستطيع التعامل معها  والتواصل مع الآخرين بها إلا  من  لديه ملكات فنان وخبرة حكيم .

       وإحساس الفنان "صبري الحيقي" بمثيرات عالمه،واضحة في مكونات لوحاته التي  يغلب عليها  تداعيات رمزية تشير إلى شفافيته الأنيقة في التعامل مع الأفكار وإعادة تركيبها ليتم بذلك عملية الخلق والتكوين،  فهو إذا لا يؤمن بنقل حرفيات الأشياء كما هي  في الواقع ،  وكما ذكرنا  فإن وعيه المعرفي واشتقاقاتها للألوان ذات الأبعاد الجمالية المتميزة على المستوى  الطبيعي والخيالي وبالتالي تحويلها إلى لغة تشكيلية  قُواها الداخلية تكمن  في ماهية المخلوق. جل ذلك جعله يتلمس هاجس النفس البشرية  ويسبرها ليحرك وراءه خطوطا وألوانا تبدي  كما نلاحظ في كثير من لوحاته – نبرا لصدمات نفسية  عميقة . ظل له سكون الموت. وضوء تصطخب من خلاله الحياة بكل عنفوانها  وتغيراتها .. ظل ، وضوء يحملان ثنائية الموت والحياة ، ثنائية الصراع البشري  بين الماضي والحاضر، بين الليل والنهار بهذه الضدية  يوحي "صبري الحيقي" إلى كنه الصراع البشري النبيل مع ذاته ومع الطبيعة من حوله ، في تشبثه بالحياة  ورفضه للموت . إنه الصراع  التاريخي للإنسان مع  طبيعة المتغيرات ، ويتجسد هذا الصراع في  لوحاته التي لا تعطي تفاصيلها معان محددة ، ولكنها في تكوينها إجمالا  تضع أمام قارئها صورة شعرية مخيالية  بعيدة عما  هو  مألوف ، ولأن الفنان " الحقي"  متمرد دائما في نتاجه سواء كان شعرا أو تشكيلا  فهو يعيد صياغة الجمال فكرة ورؤيا،  بحيث من يتأمل ويقرأ أعماله  يرى تفاصيل الألوان جملا تستنطق اللامرئي،  صحيح أنه لا يخرج كلية عن الواقع إلا أن ارتباطه به لا يأتي إلا من خلال إعادة الصياغة .

فالفن لديه  كما هو عند الحداثيين  - ليس نقلا  للحرفيات -  فهذا ليس من عمل المبدع – وإنما هو إعادة ترتيب  وصياغة  للخروج  برؤيا لفضاءات  جمالية  ساحرة ، هذا هو العمل الإبداعي إذا، ففي بعض لوحات "الحيقي"  ما يشد الانتباه ، منازل طالعة من رحم الأرض لها نوافذ تستلهمه من الفن المعماري "الصنعائي" مطلية بالأبيض  أما شكلها  المخروطي  في أعاليها  شكل الحراب وكأنها تحمل معنى  الحماية  الذاتية  من  المجهول ، الخوف والقلق يملأ أشياءه  ، وهذا تجسيد  لطبيعةٍ  حياتهٍ غير مستقرة ، وإذا ما نظرت  إلى اللوحة  بصورة إجمالية  تبدو كأنك  أمام غابة من أشجار السرو  العملاقة ، وفي أخرى  ترى بيوتا  معلقة  تلامس من بعيد قمم الجبال  تراها  طائرة .  القلق يتداعى  في هذه اللوحة  بوضوح  . وما يجعلني أشعر  بالهدوء هو ما تضيفه  الآيات القرآنية  المكتوبة  بخط شاعري نباتي هو جزء من مكونات اللوحة ، واستقرار روحي توحي  بأن "الحيقي" حول الجمالية  إلى تصوف  والتصوف إلى جمالية  تتشاكل كل فيما بينها ،  وفقا لعلاقاتها الروحية فتبرز الألوان كوسيط  يشكل كائنات  اللوحة  في عالم من الجمال  المرئي ، وذلك حسب اتساقها  وعلائقها  ببعضها  البعض   . وهذه أيضا سمة  من سمات "صبري الحيقي"  التي أدهشت أستاذنا الدكتور /عبد العزيز المقالح ، فالمفاجئات  التي يقدمها  "صبري "  بين الفينة والأخرى تأسر المتلقي ، سواء كان ذلك على المستوى التشكيلي "فن التصوير" أو الشعري . فعندما يرسم لوحة إنما  يصيغ صورا شاعرية ،وبالمقابل  حين يكتب نصا شعريا فيقدمه غاية في الجمال التشكيلي ، وهكذا عودنا " صبري الحيقي"  شاعرا في ألوانه ، وتشكيليا في نصوصه الشعرية .

 

 

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     

في معرض الشاعر الفنان/ صبري الحيقي:
الألوان تغزو الشكل لتحل الإشارة بدلا عنه

             


سناء عبد المطلب( ناقدة وفنانة تشكيلية عراقية )

الملحق الثقافي لصحيفة الثورة صنعاء ، بتاريخ 29/3/1996م

              يرسم اللوحة بروح القصيدة ، ويكتب القصيدة بروح الفن التشكيلي .. إنه الفنان الشاعر /صبري الحيقي.. الذي أفتتح معرضه الثاني ... بقاعة المعرض في كلية الآداب (جامعة صنعاء).

       وحوى المعرض1  إثنين وثلاثين لوحة رسمت جميعها  بالحبر الملون على الورق الأبيض ، وقدم  بمعرضه الجديد تقنية  موحدة لكل الأعمال .

        وتتمثل هذه التجربة  الجديدة في نقطتين :  الأولى وهي امتداد لتجاربه الأولى المتمثلة بالموروث والحرف العربي ، والثانية هي معرفة اللونية  المبنية على أساس تباينات حركة  الفرشاة في تحديد اللمس والشدة البصرية له.

مفردات يومية :

يبدو "الحيقي"  وكأنه يفجر مبانيه الباسقة  بين الوديان، وعلى قمم الجبال ، مازجا  بها مفردات القلق الناشيء من الواقع اليومي الذي  طبع على أعماله  مسحة من الخوف والنزوع إلى رؤيا جديدة  تنتمي لتغيرات  موشاة  بالزخرفة، وتدور حول الحب لدفء الماضي، من هنا رسم بيوتا نابعة من جذور عميقة ،وممتدة إلى السماء ، وهذه البيوت وعباءات النساء مآزر الرجال، كلها تسابق بحركة هادئة  في فضاء فسيح خلا من الناس .. وتتجمع فيه الأشكال التاريخية  والمعاصرة  لتتحدث إلى المستقبل ، وتدخل  كل هذه المفردات  في معارك لونية  هادئة فاترة تمتد منها رؤوس المباني عبر الفضاء الهادي  والساكن للوحة .

        أما من حيث الأسلوب فيصل اتصالا  مباشرا  بالتعبيرية  التجسيمية ، فالسطوح المائلة والكتل شبه المجسمة  أتسمت بها تكويناته المعروضة .

استعمال الحرف العربي :

       أدخل الفنان "صبري الحيقي" الحرف العربي  كأساس  تتكيء عليه الأحيزة والكتل أو كعنصر  تزييني يشارك فعليا  أو هامشيا  في تجميل وموازنة  اللوحة ، وأوحت إليه الخطوط  العربية  بقوة تعابيرها ، عمقا خياليا  يضيف  إلى الفكرة  المرسومة  قوة ورصانة ، وتختلط هذه الخطوط  أحيانا  بالعناصر  المعمارية  ، أو تنشأ  علاقة بينهما  وبين الكتل  اللونية  لتشكل بناءا ذا قدسية يغني به الجانب الروحي  للرسم .

توازن الألوان :

       إن الموازنة المدروسة  في تدرجات الألوان  والانسجام فيما بينها  دون إسراف ، والابتعاد عن  الشرقية الحارة  بدت سمة  تشترك بها كل  لوحات الحيقي الأخيرة .

        وقد غزت هذه الألوان  أيضا كل سطح اللوحة  ، متناسية  الشكل والموضوع  بصورة . إلى أن حلت الإشارة محل الشيء  نفسه  ولم تحفل بالتفاصيل  أبدا ...

الخامات المستعملة :

       استعمل الفنان اللون على الورق الأبيض ، واعتمد الأحبار  الملونة ، واستخدم الفرشاة  وأقلام  التحبير في ملء  المساحات والتحديد ، مع المحافظة  على نقاء اللون .

 وتشترك ألوان الطيف  الشمسي  في أغلب الصور ،  وهناك أيضا  ألوان خضراء ، وبنية ،  وسوداء، وهي تكون تارة دسمة ، وطورا مخملية ، بحيث تزيد من  هدوء التناسق  أو حدة التضاد ، وجاءت بأسلوب بسيط  دون تعقيد  ، فالحدود الحرة ، وانعدام الظل ،  والأفق المرتفع ،  والعمقية المسطحة  وغزارة الخطوط  مع توافق الألوان ، دون خطأ في شدة اللون ، على هذه الصفات  تميزت أعمال الحيقي وألوانه المتفائلة .